السبت، 17 أغسطس 2019

معنى كلمة خوارزم


معنى كلمة خوارزم   
قد نسمع كثيراً في التاريخ الإسلامي عن تردد الدولة الخوارزمية وتأثيرها على الساحة الإسلامية أبان الخلافة العباسية، ولكن البعض منا لا يعلم معنى الكلمة أو قصتها أو أصلها، فلقد شاءت الظروف التاريخية أن تتصدى الدولة الخوارزمية للمغول وتكون سد منيع في حماية العالم الإسلامي لفترة قصيرة من الزمان عن تلك الهجمات الشرسة، فلقد كان حال العالم الإسلامي في نهاية القرن السادس الهجري وأول القرن السابع ضعيفاً لا يكاد أن يستطيع أن يصد هجمات بعض الدول، وهي نفس الفترة التي بدأ فيها ظهور المغول، كان العالم الإسلامي منقسماً إلى مجموعة من الدول، والممالك والدويلات الصغيرة، بعضها قوى وبعضها ضعيف، سواء من الناحية العسكرية أو الأقتصادية، كما أن هذه الممالك والدويلات بالتنازع مع بعضهما البعض من أجل السيطرة أو التوسع على حساب الأخرى.
فلقد كانت الدولة الخوارزمية هي إحدى الدول المجاورة لدولة المغول، والتي خرج عليها الطوفان المغولي ليبدأ أولى خطواته في تدمير العالم الإسلامي، ولأن الدولة الخوارزمية هي الأحسن شأناً والأقوى بين دول العالم الإسلامي في هذا الوقت، حتى من دولة الخلافة التي لم يعد منها غير اسمها فقط، لذلك كان الأمل فيها أن تصد الهجوم المغولي عن العالم الإسلامي.
أما معنى كلمة خوارزم فلقد كانت ليست اسماً للمدينة، وإنما هو اسم للناحية بجملتها، فأما القصبة العظمي، فقد يقال لها الجرجنية، وأهلها يسمون كركانج، وقد ذكروا في سبب تسميتها بهذا الاسم، أن أحد الملوك القدماء غضب على أربعمائة من أهل مملكته وخاصة وحاشيته، فأمر بنفيهم إلى موضع منقطع عن العمارات ، بحيث يكون بينهم وبين العمائر مائة فرسخ، فلم يجدوا على هذه الصفة إلا موضع مدينة كاث، وهي إحدى مدن خوارزم. فجاؤوا بهم إلى هذا الموضع وتركوهم وذهبوا، فلما كان بعد مدة جرى ذكرهم على بال الملك، فأمر بكشف خبرهم، فجاؤوا فوجدوهم قد بنوا أكواخاً ووجدوهم يصيدون السمك وبه يتقوتون، وإذا حولهم حطب كثير.

فسألهم كيف حالكم؟ قالوا عندنا هذا اللحم وأشاروا إلى السمك، وعندنا هذا الحطب، فنحن نشوى هذا بهذا ونتقوت به. فرجعوا إلى  الملك وأخبروه بذلك، فسمى ذلك الموضع خوارزم، لأن اللحم بلغة الخوارزمية خوار والحطب رزم، فصار خواررزم، فخفف وقيل خوارزم استثفالاً لتكرير الراء.